إن القيم هي الموجه الأساسي للأمم والشعوب وبناء الحضارات ..
ولا قيمة للقيم إلا بمن يحملها وينقلها عبر الزمن، وقد حافظ عليها، وساهم في نشرها.
هنا لؤلؤتان من بحر القيم:
أعظم قيمتين مرتا على مر التاريخ هي
الصدق والأمانة، تلك القيمتان كانتا الدافع الحقيقي لاختيار قريش لنبي الرحمة كي يكون محكمًا في قضية من أعظم القضايا على مر التاريخ..
فالصدق يا كرام، صدق في الأقوال والأفعال، صدق كذلك في المشاعر، فلا كذب ولا مراء..
تلك الصفة كان يتمثلها رسولنا الكريم قبل النبوة، مما كان لها الأثر القوي والفعال في عدة أمور:
منها ثقة مشركي قريش فيه ووضعهم أماناتهم عنده.
ومنها اختياره من قِبل خديجة رضي الله عنها، ليكون أمينًا على تجارتها، كذلك اختياره زوجًا لها.
عمق الأمانة يا كرام يتعدى ذلك وأكثر، تأملوا ما جاء في كتاب الله تعالى :
{ إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} .
فسر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله تعالى - هذه الآية بقوله:
(الأمانة هي حق الله على عباده، وما شرعه لهم من توحيده والإخلاص له وسائر ما أوجب عليهم من صلاة وغيرها، وترك ما حرم الله عليهم، وهكذا حقوق العباد من حق الوالدين وحق الرحم وغير ذلك، فالأمانة ما أمر الله به وما أوجبه على عباده، يجب أن يؤدوا هذه الأمانة على الوجه المشروع، كما قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا").
أيها القراء:
حينما يكون منطلق القيم هو كتاب الله، وسنة نبيه-عليه الصلاة والسلام-تصبح القيمة عالية جدًا، وهنا يستطيع أصحابها وضع أجمل البصمات، حيث تبقى وإن مات صاحبها، وهنا ندرك أن البصمات الرائعة لا تتعلق بالشخص بقدر ما تتعلق بشريعة سمحة ودين عظيم ونبي جاء بأعظم رسالة
( إنك لعلى خلق عظيم)
قارئنا العزيز:
بين ظهور القيمة والشعور بالسعادة، حوار فعال؛ لذا لابد لك من السعى في حواراتك مع من حولك بأن تكون كذلك..
أصحاب القيم همتهم عالية، تناطح السحاب؛ لتصل إلى نطاق واسع من الوعي والإدراك، بأن عمق القيم لأصحاب الهمم..
همسة :
عبر تاريخ مجيد، تنتقل وتتبلور كثيرٌ من القيم؛ لتنحت في صفحات المجد مجدًا يؤثر..
مجدٌ يقول لأمتي هاأنت للأجيال فخرٌ..!