الثقافة والقيم

الثقافة والقيم

image

اسم الكاتب: د.عبدالله بن عطية الله الأحمدي

عن الكاتب: أستاذ مشارك في قسم أصول التربية بكلية الدراسات العليا التربوية بجامعة الملك عبدالعزيز والرئيس التنفيذي لمكتبة الملك فهد العامة بجدة





إن الثقافة كلمة متداولة في المجتمعات بمعنى التعليم والتعلم، كما يتم تداولها للتعريف بطريقة حياة مجتمع من المجتمعات أو أفراده، وبغض النظر عن الاختلاف في تعاريف الثقافة، نجد هناك مجموعة من العناصر تتفق فيها تلك التعاريف، منها: أن الثقافة تشمل المعرفة والمعتقدات والقيم والعادات والإمكانات المادية والمعنوية.

ومن هنا تعتبر القيم هي واحد من مكونات الثقافة، بمعنى أن مفهوم الثقافة أوسع من مفهوم القيم.

وهذا يقودنا إلى مصطلح يرد كثيراً عند الحديث عن الثقافة وهو التغير الاجتماعي، حيث يتناول بالدرجة الأولى على الجانب الثقافي ، ويندرج تبعاً لذلك التغير القيمي.

وعند النظر إلى تعريف الثقافة من جانب إسلامي نجد أنها لا تختلف عن التعاريف العامة للثقافة وتضيف عليها الضوابط والتوجيهات الإسلامية، كما يتأكد الجانب القيمي فيها.

ومن تعاريف الثقافة من جانب إسلامي أنها : جملة العقائد والتصورات والأحكام والتشريعات والقيم والمبادئ والعوائد والأعراف والفنون والآداب والمخترعات التي تشكل شخصية الفرد وهوية الأمة وفق أسس وضوابط الإسلام.

 وتتميز الثقافة من هذا الجانب بمجموعة من الخصائص، منها : أنها ربانية المصدر، وعالمية التأثير، وشاملة لجميع جوانب الحياة، ومتوازنة في طرحها بين الجانب الديني والدنيوي فلا تغلب جانب على حساب جانب آخر.

وتنحسب هذه الخصائص على جميع مكونات الثقافة بما ذلك القيم.


ومن خلال ما سبق تظهر العلاقة بين الثقافة والقيم، وانها علاقة تأثير ، وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية أن هناك علاقة وثيقة بين الثقافة كنظام سلوكي شامل  وبين القيم كنظام معياري موجه للنظام السلوكي على مستوى الفرد والجماعة.

 ويمكن أن يتجلى تأثير القيم على الثقافة، إذا وقفنا على أحد تعاريف القيم، ومنها تعريف أ.د. ماجد الجلاد بأنها " مجموعة من المعتقدات والتصورات المعرفية والوجدانية والسلوكية الراسخة ، يختارها الإنسان بحرية بعد تفكر وتأمل ، ويعتقد بها اعتقادًا جازمًا ، وتشكل لديه منظومة من المعايير التي يستطيع من خلالها الحكم على الأشياء بالحسن أو بالقبح ، وبالقبول أو بالرد ، ويصدر عنها سلوك منتظم يتميز بالثبات والتكرار  والاعتزاز"

  ويظهر من التعريف السابق، وغيره من التعاريف مجموعة من المسلمات التي تكاد أن تتفق عليها تعاريف القيم، منها ما يلي  :

ــ أن القيم عبارة عن معايير توجه سلوك الفرد والمجتمع وتعمل على تفسيره .

ــ أن القيم مكتسبة ، يتم اكتسابها من خلال التربية والتوجيهات .

ــ أنها ظاهرة اجتماعية ثقافية تتأثر بعملية التنشئة الاجتماعية .

ــ أنها معينة لعملية الضبط الاجتماعي .

ــ أن القيم تعبر عن اهتمامات أو اتجاهات أو ميول معينة نحو الأشياء  أو المواقف أو الأشخاص .

ــ أن القيم تحافظ على تماسك المجتمع وتوجد نوع من الانسجام بين أفراده .

ــ أن القيم تنشأ من خلال تفاعل الإنسان بالبيئة التي يعيش فيها  .

ــ أن المؤشر الرئيس للقيم هو السلوك  وبها يقاس وجود القيمة من عدمها . 

ــ أن القيم تحافظ على تماسك المجتمع وتوجد نوع من الانسجام بين أفراده .

ــ أن القيم تنشأ من خلال تفاعل الإنسان بالبيئة التي يعيش فيها  .

ــ أن المؤشر الرئيس للقيم هو السلوك  وبها يقاس وجود القيمة من عدمها في  الأفراد والمجتمع .

ــ أن من القيم ما هو ثابت ومنها ما هو متغير .

ــ القيم تترتب داخل بناء يسمى النسق القيمي يختلف من مجتمع لآخر .

ــ أن للمعتقدات والثقافة والمجتمع دور في قيم الفرد واختيارها من بين البدائل وترتيبها داخل النسق .

ــ أن من القيم ما هو ثابت ومنها ما هو متغير .

ــ القيم تترتب داخل بناء يسمى النسق القيمي يختلف من مجتمع لآخر .

ـ أن للمعتقدات والثقافة والمجتمع دور في قيم الفرد واختيارها من بين البدائل وترتيبها داخل النسق .


ومن خلال ما سبق تتضح معالم الارتباط الوثيق بين الثقافة والقيم، وقوة العلاقة بينهما مما جعل المهتمين بالتربية القيمية يركزون على القيم في برامجهم، وأنشطتهم، وبناء المصفوفات القيمية الخاصة لكل برنامج، تبعاً لأهدافه، والمستفيدين منه، ومراحلهم العمرية وخصائصهم.












تواصل معنا