القيم الشخصية للأفراد وعلاقتها بالالتزام الوظيفى : دراسة ميدانية على العاملين بهيأة التمريض في المستشفيات والمراكز الطبية الإيوائية العامة العاملة في مدينة بنغازي

ملخص الدراسة

تلعب المنظمات الخدمية - ولاسيما الصحية منها - دوراً هامـا فـي تنميـة ورقـي المجتمع، وذلك من خلال ما تقدمه هذه المنظمات من خدمات لجميع شرائح المجتمع، وتتوقف جودة ما تقدمه هذه المنظمات من خدمات على مدى التزام واقتنـاع العـاملين بالمسـؤوليات والمهام الوظيفية، وهذا الالتزام والاقتناع من السلوكيات المرغوبة لدى المنظمات، ولما كان للقيم التي يعتنقها الأفراد الدور الأساس في تحديد وتوجيه السلوك، فقد هدفت هذه الدراسة إلى تحديد ترتيب لأهم القيم الشخصية السائدة لدى الأفراد العاملين بهيأة التمريض، وتحديد مستوى التزامهم الوظيفي، وتحديد هل هناك علاقة بين القيم الشخصية للأفراد وإلتزامهم الوظيفي؟. وقد انحصر مجتمع الدراسة في جميع الأفراد الليبيـين العـاملين بهيـأة التمـريض بالمستشفيات والمراكز الطبية الإيوائية العامة العاملة في مدينة بنغـازي وقـد بلـغ عـددهم (1569 (فرداً، وأخذت منهم عينة عشوائية بلغت (310 (فرداً.وقد تم جمع البيانات الأساسـية لهذه الدراسة عن طريق استمارة الاستبيانة، وبتحليل بيانات الدراسة عن طريـق الاسـتعانة بالحاسب الآلي، واستخدام مجموعة من التحاليل الإحصـائية، مثـل: الجـداول التكراريـة، والمتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية، ومن خلال التحليل الإحصائي لبيانات الدراسة تم التوصل إلى مجموعة من النتائج. وفقاً لهذه الدراسة، فإن ترتيب القيم الشخصية السائدة لدى أفراد عينة الدراسـة كـان على النحو التالي : القيم الجمالية في المرتبة الأولى، ثم تليها القيم السياسية، ثـم تليهـا فـي المرتبة الثالثة القيم الاجتماعية، وجاءت القيم النظرية في المرتبة الرابعة، في حين أتت القـيم الدينية في المرتبة الخامسة، أما القيم الاقتصادية فكانت في المرتبة السادسة والأخيرة.

المشكلة المرصودة

تعد القيم عنصراً رئيساً في تشكيل ثقافة أي مجتمع، فالقيم هي المثاليات العليا للأفراد والمجتمع.كما أن القيم تلعب دوراً كبيرا ًفي إدراك الأفراد للأمور من حولهم وكذلك تصورهم للعالم المحيط بهم.فهي تعبر عن البيئة أحسن تعبير، كما أن القيم تعتبر مرتكزات أساسية يقوم عليها التفاعل الاجتماعي،فهي تعتبر جانبا هاما من جوانب البنية الاجتماعية،كما أنها المعيار المثالي لسلوك الفرد، ذلك المعيار الذي يوجه تصرفات الفرد وأحكامـه وميولـه ورغباتـه واتجاهاته المختلفة، والذي على ضوئه يرجح أحد بدائل السلوك. إن أداء الفرد لعمله يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقيم التي يتبناها ذلك الفرد نحو العمل وتختلف القيم الاجتماعية نحو العمل باختلاف الحضارات والثقافات.والعديد من ممارسـات الوحـدات الإدارية تستند في حقيقتها إلى المعتقدات والعادات والقيم الثقافية للمجتمع الذي تعمل فيه تلـك الوحدات، لهذا تؤثر القيم الشخصية في أداء العاملين، فعندما تسود قيم مثل الأمانة والصـدق،والانضباط والانجاز بين العاملين في المستشفيات والمراكز الطبية العامة ، فإن هذا يدفع إلى ارتفاع مستوى الأداء، وحيث إن تقدم المنظمة ونجاحها في تحقيق أهدافها يرتبط ارتباطا وثيقا بقدرتها على إنجاز المهام والأعمال الموكلة إليها على أحسن وجه، إلا أن إنجاز هذه الأعمال يتوقف على نوعية العاملين و مستوى التزامهم، حيث يعد العنصر البشري هو العمود الفقري في المنظمات، وأن كثيراً من الأنماط السلوكية السيئة التي تؤدي إلى تكلفة عالية مرجعها إلى عدم الالتزام الوظيفي من قبل العاملين، ومن خلال المقابلات الشخصية التي أجراها الباحـث14 مع عدد من الأفراد العاملين في المستشفيات والمراكز الطبية تبين وجود بعض هذه الأنمـاط السلوكية السيئة. وطالما أن التزام العاملين بالمهام والمسؤوليات الوظيفية هو من ضـمن السـلوكيات المرغوبة لدى المنظمات ويساهم في رفع أدائها، وأن القيم الشخصية هي أحد العوامل التي لايمكن إغفالها أو تجاهلها عند تحليل السلوك الإنساني، فهي تعد متغيراً هاماً يؤثر في نجـاح أعمال المنظمات ولاسيما المنظمات الصحية منها. عليه فإن مشكلة الدراسة تتمثل في التساؤل التالي: هل هناك علاقة بين القيم الشخصية للأفراد( القيم النظرية ،القـيم الاقتصـادية ،القـيم الجمالية ،القيم الاجتماعية ،القيم الدينية ،القيم السياسية) و الالتزام الوظيفي؟

نتائج البحث

أظهرت نتائج الدراسة أن مستوى الالتزام الوظيفي لأفراد عينة مجتمع الدراسة مرتفع نسبياً، كما أظهرت نتائج الدراسة بشكل أكثر تفصيلاً أن البعد الخاص بالتزام الأفراد العاملين بمسؤولياتهم تجاه المرضى قد جاء في المرتبة الأولى، ثم يأتي في المرتبة الثانية البعد الخاص بالتزام الأفراد العاملين بمسؤولياتهم تجاه المهنة، أما المرتبة الثالثة فكانـت لمصـلحة البعـد الخاص بالتزام الأفراد العاملين بمسؤولياتهم تجاه الزملاء، في حين جاء البعد الخاص بإلتزام الأفراد العاملين بمسؤوليتهم تجاه المنظمة في المرتبة الرابعة. كما أظهرت نتائج الدراسة أن هناك علاقة ارتباط طردية بين القيم الشخصية والالتزام الوظيفي لدى الأفراد العاملين عند مستوى معنوية( 1% ) بمعنى أنه كلما زاد إلتـزام الأفـراد بالقيم الشخصية زاد إلتزامهم الوظيفي.

بيانات إضافية

متوفر في المكتبات