-
القسم
الدراسات
-
الفئة المستهدفة
المراهقة
-
نوع الدراسة
بحث
-
عدد الزيارات
669
دور المدرسة في تنمية قيم المواطنة لدى المتعلمين : مرحلة التعليم المتوسط والثانوي نموذجا
الناشر
مجلة العلوم الإنسانية والإجتماعية
أهم القيم المناقشة
قيم متنوعة
ملخص الدراسة
هدفت الدراسة الراهنة إلى تقصي دور المدرسة من خلال المقررات الدراسية في مرحلة التعليم المتوسط والثانوي في تنمية وتفعيل قيم المواطنة وجعلها راسخة في شخصية الأفراد، لتظهر بعد ذلك جليا في الحياة الإجتماعية من خلال ممارسات حقيقية، حيت تم الإعتماد على منهج تحليل المحتوى لمادتي التربية الإسلامية والتربية المدنية من خلال التركيز على المعاني الكبرى للمواطنة كفئات تحليل، والكلمات الدالة على المواطنة كوحدات التحليل ،وتم الوصول إلى أن المدرسة تؤدي دورا في إكتساب المتعلمين لقيم المواطنة في شتى المجالات القانونية والسياسية إلا انه يلاحظ وجود نقص في الإهتمام بالجانب النفسي السلوكي لقيم المواطنة، لذلك وجب ربط المقررات الدراسية بالمجتمع المحلي وخصوصياته ومشكلاته، حتى يحدث هناك تناسق بين أهداف المدرسة والتي تستمد من الأهداف العامة للمجتمع من جهة، واستجابة لمتطلبات العولمة ورهاناتها من جهة أخرى؛ لأن قيم المواطنة يجب أن تصاغ بشكل مباشر في جميع المناهج الدراسية قصد ترسيخها في التفاعلات الاجتماعية للأفراد والجماعات بشكل يجعلها تساهم في التنمية الشاملة بمختلف أبعادها، والمحافظة على الأمن والاستقرار الاجتماعي.
المشكلة المرصودة
لقد شهدت بعض المجتمعات في الآونة الأخيرة أحداثاً متلاحقة ساهمت في تشتيت أفراد ها وكـأنهم لا ينتمـون لوطن واحد، ولا يعيشون في نسق واحد، فسادت بذلك حالات من الفوضى وبروز المشكلات والآفات الاجتماعية، مما جعل هذه المجتمعات تسير نحو التدهور والتقهقر عوض عن المسار الطبيعي الذي ينشده الإنسان دومـا وهـو التقـدم والتطور.
أفرزت هذه الوضعية أمراً حتمياً وقد انتاب القلق لدى بعض المجتمعات من هذا الوضع، الذي ما فتئ يفرض نفسه بقوة الشروط المتوفرة له، ولذلك زاد اهتمام المجتمعات بالتربية للمواطنة، وأخذ يستحوذ علـى عنايـة المفكـرين والعاملين في الحقل النفسي والاجتماعي والتربوي، خاصة في ظل إختلاف القيم وقواعد السلوك وتنامي العنف وتفكـك العلاقات وتشابك المصالح حتى في المجتمع الواحد .
يمكن للمواطنة أن تبنى في المجتمع على أسس علمية ومنظمة وتشرف عليها الدولة وتسهر على حمايتها، مـن خلال تعريف المواطن بالعديد من مفاهيم المواطنة وخصائصها. وهناك العديد من المؤسسات الاجتماعية التي يمكنها أن تساهم في تشكيل المواطنة وتنميتها عند الفرد، ومنها الأسرة، والمؤسسات الدينية، غير أن المدرسة تنفرد عن غيرهـا بمسؤولية كبيرة في تنمية المواطنة، وتشكيل شخصية المواطن وتقوية إنتمائه لوطنه، وفي تزويده بالمعرفة والمهـارات
اللازمة من أجل المواطنة الصالحة، وتنجز المدارس تلك المسؤولية من خلال المناهج الدراسية التي تبدأ في مراحـل العمر الصغرى، وتستمر حتى بقية المراحل العمرية.
يكثر الحديث عن المراهقين والشباب حينما تحل مشكلة ما، إذ يكونون هم أول من يحركها وأول مـن يتحمـل تبعاتها، فنسمع في حياتنا الاجتماعية أن من بين هؤلاء من لا يعيرون اهتماما لو طنهم والانتماء إليه، فنراهم يشـك لون مجموعات إجرامية تعمل على بسط العنف واللاأمن في المجتمع، دون مراعاة لما ستؤول إليه أوضـاع الـبلاد بصـفة عامة في هذه الحالة. كما نرى بعض المراهقين والشباب يخاطرون بحياتهم في عرض البحر للهجرة غيـر الشـرعية، وكأنهم يفرون من جحيم وطنهم والارتماء في أحضان أوطان أخرى، وهذا ما يسيء إليهم وإلى أوطانهم. كما نرى فـي واقعنا الاجتماعي سيادة بعض الأنماط السلوكية المشينة مثل استهلاك الخمر والمخدرات، مشكلة الاعتـداءات الجنسـية المصاحبة للاختطافات والتهديدات، انتشار جرائم القتل، انتشار الأفعال والتصرفات التخريبية للممتلكات العامة والخاصة .....الخ .
وفي هذا الإطار أوصت دراسة ( 1992 , Woyach Robert (بأن تقوم مدارس التعليم العام بالدور الـرئيس في تنمية القيادة والمواطنة. وفي ضوء دراسة المواطنة (فهد إبراهيم الحبيب، 1426 هـ) ابرز أدوار كل من المدرسة ، والأسرة ،والمسجد ،والإعلام ، والسياسة التعليمية العامة في تنمية المواطنة. كما اشارت دراسة ( محمـد الحامـد، 1426 هـ) إلى ضرورة للشراكة بين المدرسة والمجتمع المحلي في تربية المواطنة.
بين (الشويحات، 2003 ،2 )بأن التربية تعد سبيلا رئيسيا ومهما في خلق المواطن الصالح وصولاً إلى ترسيخ منهاج الأمة بين أفرادها . وتشكل العملية التربوية أفضل طريق إلى نقل الخبرات والمعارف الإنسانية للأمة وتطويرهـا وتحسينها عبر الزمن، مما يفرض حتمية وأهمية تربية الأجيال وفق المنظور الثقافي للأمة (ناصر، 2002 ،13 .) كمـا أوضحت (الشويحات ،2003 ،ص2 ) أن دور التربية في المجتمع يشكل الأساس الحقيقي لقوة الأمـة ومجتمعهـا، إذا حققت هذه التربية التوازن بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع، مما ينعكس على خلق المواطن الصالح في المجتمـع ، يضيف (2003 ,Losito Bruno ) من خلال دراسة أجراها حول مناهج التربية الوطنية في ايطاليـا هـدفت إلـى التعرف إلى كفاءة مناهج التربية الوطنية في ايطاليا وكفاءة مشاركة الطلاب في النشاطات والفعاليات الوطنية في تنميةالمواطنة، وبينت الدراسة أن تنمية التربية الوطنية هدف أساس لنظام التعليم الإيطالي وهي تؤكد على مفاهيم ومنطلقات سياسية وطنية وتنمي في المستهدفين قيم المواطنة المتمثلة في المحافظة على الدستور واحترام حقوق الـوطن وحقـوق المواطنين ، وأشار الباحث أن طلاب المرحلة الثانوية يمارسون ضمن منهج التربية الوطنية نشاطات تنمي فيهم العمل التطوعي والمشاركة الديمقراطية، وخلص الباحث من دراسته إلى وجود فجوة بين الواقع والمناهج المخطط لها وتشمل الفجوة أيضا ممارسات المعلمين وعدم القدرة على تحقيق أهداف المناهج .وأن الوقت الذي يمضيه المعلمين في تدريس المقرر أقل من الوقت المخصص له في الخطة، وهناك نقص أساسي في استيعاب الطلاب لمفاهيم التربية الوطنية (يسـام محمد أبو حشيش،2010، ص267 ) وعن التجربة الفرنسية في مجال ترسيخ قيم المواطنة لدى المتعلمين يؤكد المجلس الفرنسي للنظـام التعليمـي
(2015 ) أن فرنسا تتصدر الدول الأوروبية باستثمارها التربوي في مجال التعليم وذلك بإدخالها في برامجها التعليميـة انطلاقا من سنة 1990 ثلاث أبعاد قد تشكل تربية للمواطنة وهي: أولا دروس التربية المدنية معرفة نوعيـا، وثانيـا مشاركة التلاميذ في اد ارة المؤسسات ولا يكون هذا الا على مستوى الطور الثانوي و تسمح هذه الأخيرة بالالتزام في الاعمال الجماعية للمدرسة كمسؤول القسم، ممثل الإدارة، وثالثا مشاريع النشاط التربوي خارج وداخل المؤسسة. أثبـت هذا النموذج الفرنسي فعاليته في تفعيل وترسيخ قيم المواطنة لدى المتعلمين حسب المسؤولين الفرنسيين.
مما سبق ذكره يمكننا أن نتساءل عن
دور المدرسة الجزائرية في إكساب الناشئة للمعايير الاجتماعية الايجابية من خلال برامجها لمادتين (التربية الاسلامية، والتربية المدنية) مما يعمل على بناء المواطن الصـالح الـذي يشـعر بالانتماء لوطنه قولا وفعلا، ويساهم في تحقيق الأمن النفسي والاجتماعي على حد سواء وبالتـالي ضـمان الاسـتقرار الاجتماعي .
نتائج البحث
تم الوصول إلى أن المدرسة تؤدي دورا في اكتساب المتعلمين لقيم المواطنة في شتى المجالات القانونية والسياسية إلا انه يلاحظ وجود نقص في الإهتمام بالجانب النفسي السلوكي لقيم المواطنة، لذلك وجب ربط المقررات الدراسية بالمجتمع المحلي وخصوصياته ومشكلاته، حتى يحدث هناك تناسق بين أهداف المدرسة والتي تستمد من الأهداف العامة للمجتمع من جهة، وإستجابة لمتطلبات العولمة ورهاناتها من جهة أخرى؛ لأن قيم المواطنة يجب أن تصاغ بشكل مباشر في جميع المناهج الدراسية قصد ترسيخها في التفاعلات الاجتماعية للأفراد والجماعات بشكل يجعلها تساهم في التنمية الشاملة بمختلف أبعادها، والمحافظة على الأمن والاستقرار الاجتماعي.
بيانات إضافية
-
الدولة
الجزائر
-
المدينة
الجزائر
-
سنة النشر
1436
-
الجنس
بدون تحديد
القيم المتناغمة مع رؤية 2030