فاعلية استراتيجية المشروع في تنمية بعض القيم الأخلاقية لدى طفل الروضة

فاعلية استراتيجية المشروع في تنمية بعض القيم الأخلاقية لدى طفل الروضة

المؤلف

تهاني عبدالعزيز السعودي

الناشر

مجلة كلية التربية جامعة الأزهر، العدد: (١٨٤، الجزء الثاني) أكتوبر لسنة ٢٠١٩م

أهم القيم المناقشة

مع الآخرين


ملخص الدراسة

هدفت الدراسة إلى تعرف ما مدى فاعلية استخدام استراتيجية المشروع في تنمية بعض القيم الأخلاقية لدى طفل الروضة؟ واستخدمت الدراسة المنهج التجريبي. ومن أبرز ما توصلت إليه الدراسة من نتائج: حققت نتائج البحث تطوراً في نمو القيم الأخلاقية عند المقارنة بين نتائج القياسين القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية، وعند مقارنة نتائج أطفال المجموعة التجريبية بنتائج المجموعة الضابطة، ويمكن تفسير هذا النمو والتطور إلى الأسباب الآتية: استخدام الأنشطة المختلفة في الدراسة ساهمت في نمو وتعديل السلوكيات المرتبطة ببعض القيم. كما ساعد استخدام الباحثة لأسلوب الحوار والمناقشة مع الأطفال أثناء الأنشطة إلى إقناعهم بأهمية السلوكيات المرتبطة بالقيم وأثرها الذي سيعود عليهم بالنفع، وذلك لطبيعة النمو الأخلاقي للأطفال في هذه المرحلة، حيث يرتبط سلوكهم بالمنفعة الشخصية ورغبتهم في الحصول على رضا الكبار، وهذا الأثر لوحظ في اختلاف تبريرات الأطفال في التطبيق القبلي عن البعدي في المقياس. كما اتضح أن فهم الاطفال للمعايير والأحكام الأخلاقية يزداد وضوحاً مع تقدم الطفل بالعمر وهو ما تم ملاحظته من خلال اجابات الأطفال على اسئلة المقياس فكانت احكامهم مرتبطة بالحكم على نتيجة السلوك فأطفال هذه المرحلة ترتبط احكامهم على فعل معين بحجم النتائج المترتبة عليه وهذا ما جاءت به نظريتي بياجيه وكولبرج من مرحلة الخلقي لأطفال هذه المرحلة. وهو ما أثبتته نتائج دراسة (Iwuji, 2014).حيث أظهرت نتائج إجابات الاطفال (3-6) اقل معرفه وفهم وصحة من الأكبر عمراً أطفال عمر (8-11). إن تطبيق الأنشطة وفق استراتيجية المشروع تم من خلال قيام الأطفال بأداء الأنشطة كمجموعات صغيره وهذا جعلهم يندمجون في العمل ما ساهم في نمو التعاون وحب المساعدة للغير وذلك ما تم ملاحظته من تصرفات الأطفال في عدد من المواقف أثناء التطبيق. كما أن اشتراك الأطفال بالأنشطة الجماعية التي يقومون بها أدى إلى نمو روح التفاعل الاجتماعي والاستماع إلى آراء بعضهم وخلق فرصاً للتفاوض وحل النزاع مما أدى إلى تقليل المشاحنات بينهم وهو الأمر الذي يمكن أن يكسب الأطفال قيمة التسامح.

المشكلة المرصودة

إن الطفل في بداية حياته المعرفية بحاجة لأن يتعلم قيمًا أخلاقية أساسية لحياته الفردية والاجتماعية، حيث إن الشعور الأخلاقي لا يولد مع الطفل بل يتشكل نتيجة اكتسابه للمعايير الأخلاقية وتكيفه معها، لذا فإن الجانب الأخلاقي يخضع لعملية النمو ويتغير مع النضج شأنه شأن جوانب النمو الأخرى حتى يستطيع الطفل فهم المعايير و المحلات الأخلاقية. (عبد الفتاح وبدوي، ۲۰۰۰، ص ۱۹۸). فالطفل أثناء نموه يقوم بتعديل بنيته المعرفية الأخلاقية القائمة باحلال بنى جديدة نتيجة لما يتعرض له من خبرات تعليمية ومواقف في بيئته، وهذا يؤكد أهمية التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة، فقد كشفت بعض النظريات الحديثة والأبحاث الفسيولوجية أن التعلم المبكر في الطفولة يؤدي إلى تنشيط فعالية عمل الدماغ وتتشكل في سياقه أنماطا للنشاط العصبي الكهربي تؤثر في نشاط التعلم لدى الطفل واستجابته لخبرات التعلم في المستقبل. (الجعفر، ۲۰۰۸، ص ۰۱). كما توصلت الدراسات الحديثة إلى أن التعليم في الطفولة المبكرة يؤثر على نمو الدماغ لدى الطفل، حيث أصدر مركز دراسات وأبحاث تطوير الطفولة في جامعة هارفارد قائمة توضيحية احتوت على نقاط توضح مدى ارتباط نمو الدماغ بالبيئة ونوعية المثيرات، فالبيئة المحيطة تؤثر على ضعف أو قوة البنية الداخلية لتركيبة الدماغ عند الطفل، فتركيبة دماغ الطفل تجعل هذه المرحلة من حياته إما أن تكون فرصة لنمو الدماغ وتطوره، أو عامل خطر وضعف على نمو وتطور الدماغ. ( آل سعود، ۲۰14، ص 59) وبناء على ذلك فإن إستراتيجية المشروع تنشط الجانب الأيمن من دماغ المتعلم، حيث تعتمد تلك الإستراتيجية على النشاط والحركة والفاعلية، أي على نشاط المتعلم وتفاعله مع عناصر البيئة المحيطة، وهذا ما يتصف به الجانب الأيمن المسيطر، إذ يكون المتعلم ميالا للحركة والنشاط. ( عفانة والجيش، ۲۰۱۰، ص ۲۰۲). وانطلاقا مما سبق من أهمية التعلم في هذه المرحلة وضرورة إكساب القيم الأخلاقية للطفل التي لم تحظ بالاهتمام والعناية الكافية، وفي ضوء أهمية استخدام مداخل واستراتيجيات حديثة لتنمية هذه القيم، فالواقع الحالي يؤكد على وجود القصور في التخطيط والإعداد التربوي للبرامج والأنشطة التي تكسب الطفل تلك القيم. ( عفانة والجيش، ۲۰۱۰، ص ۲۰۲). كما يؤكد قلة استخدام المعلمات للاستراتيجيات الحديثة لتدعيم القيم الأخلاقية لدي طفل الروضة على قدر اطلاع الباحثة (الجفر، ۲۰۰۸، ص ۹۱).. ومع ندرة الدراسات العلمية التي تبحث في استراتيجية المشروع وتوصي باستخدامها لأطفال الروضة، بالإضافة إلى أنه لم تتناول أي دراسة في حدود علم الباحثة استخدام استراتيجية المشروع لتنمية القيم الأخلاقية لدى أطفال الروضة. من هنا ظهرت الحاجة إلى: إعداد الأنشطة التربوية باعتبارها أحد الأساليب التي تساعد على تنمية القيم الأخلاقية لدى طفل الروضة، واستخدام إحدى الإستراتيجيات التعليمية، كاستراتيجية المشروع التي يمكن أن تساهم في تعزيزها وتدعيمها . وعلى ذلك تحددت مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس الأتي: ما مدى فاعلية استخدام استراتيجية المشروع في تنمية بعض القيم الأخلاقية لدى طفل الروضة؟ ويتفرع منه ما يلي: -ما المقصود باستراتيجية المشروع ؟ -ما المقصود بالقيم الأخلاقية؟ -مامدى فاعلية تطبيق أنشطة لتنمية بعض القيم الأخلاقية لدى طفل الروضة؟ -مامدى فاعلية تطبيق أنشطة باستخدام استراتيجية المشروع في تنمية بعض القيم الأخلاقية لدى طفل الروضة؟ -ما المعوقات التي تعوق استخدام المشروع في تنمية بعض القيم الأخلاقية؟

نتائج البحث

حققت نتائج البحث تطورا في نمو القيم الأخلاقية عند المقارنة بين نتائج القياسين القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية، وعند مقارنة نتائج أطفال المجموعة التجريبية بنتائج المجموعة الضابطة، ويمكن تفسير هذا النمو والتطور إلى الأسباب الآتية: استخدام الأنشطة المختلفة في الدراسة ساهمت في نمو وتعديل السلوكيات المرتبطة ببعض القيم، كما يمكن إرجاع ذلك لطبيعية الأنشطة حيث تهدف في ظاهرها إلى: •استخدام الانشطة المختلفة في الدراسة ساهم في تعديل ونمو السلوكيات المرتبطة ببعض القيم، كما يمكن إرجاع ذلك لطبيعة الأنشطة حيث تهدف في ظاهرها إلى المتعة والترفيه والترويح للطفل، وهي تحقق بطرق غير مباشرة ما يراد إكسابه للطفل كتنمية الاتجاهات والقيم. فالأنشطة تعد من الأساليب التربوية التي توفر الكثير من الجهد والوقت لتعليم وإكساب الطفل القيم الأخلاقية، وهذا ما أكدته نتائج الدراسة الحالية، واتفقت معها نتائج دراسة (بلقيس داغستاني، ۲۰۱4) ودراسة (صفاء محمد، ۲۰۰۷) ودراسة (سحر نسیم، ۲۰۰۰) التي أوضحت فاعلية الأنشطة المنوعة في تنمية القيم الأخلاقية. •ساعد استخدام الباحثة لأسلوب الحوار والمناقشة مع الأطفال أثناء الأنشطة إلى إقناعهم بأهمية السلوكيات المرتبطة بالقيم وأثرها الذي سيعود عليهم بالنفع، وذلك لطبيعة النمو الأخلاقي للأطفال في هذه المرحلة، حيث يرتبط سلوكهم بالمنفعة الشخصية ورغبتهم في الحصول على رضا الكبار، وهذا الأثر لوحظ في اختلاف تبريرات الأطفال في التطبيق القبلي عن البعدي في المقياس، وتتفق هذه النتائج مع ما أثبتته نتائج دراسة (wanzhen، 2014 ) وهو ما أثبتته نظرية " كولبرج " من أن أخلاق الأطفال يمكن تنميتها وتطويرها . •كما اتضح من أن فهم الاطفال للمعايير والأحكام الأخلاقية يزداد وضوحة مع تقدم الطفل بالعمر وهو ما تم ملاحظته من خلال اجابات الأطفال على اسئلة المقياس فكانت احكامهم مرتبطة بالحكم على نتيجة السلوك فأطفال هذه المرحلة ترتبط احكامهم على فعل معين بحجم النتائج المترتبة عليه وهذا ما جاءت به نظريتي بياجيه وكولبرج من مرحلة الخلقي لأطفال هذه المرحلة. وهو ما أثبتته نتائج دراسة 1wuji، (2014). حيث أظهرت نتائج إجابات الاطفال (3-6) اقل معرفة وفهم وصحة من الأكبر عمرًا أطفال عمر (8-11). •إن تطبيق الأنشطة وفق استراتيجية المشروع تم من خلال قيام الأطفال بأداء الأنشطة كمجموعات صغيره وهذا جعلهم يندمجون في العمل ما ساهم في نمو التعاون وحب المساعدة للغير وذلك ما تم ملاحظته من تصرفات الأطفال في عدد من المواقف أثناء التطبيق. •كما أن اشتراك الأطفال بالأنشطة الجماعية التي يقومون بها أدى إلى نمو روح التفاعل الاجتماعي والاستماع إلى آراء بعضهم وخلق فرصة للتفاوض وحل النزاع مما أدى إلى تقليل المشاحنات بينهم و هو الأمر الذي يمكن أن يكسب الأطفال قيمة التسامح، هذه النتائج تتفق مع دراسة (آل حسو وآل مراد، ۲۰۱۱) التي أثبتت أن اشتراك الأطفال بالعمل الجماعي يسهم في إكساب الطفل السلوك التكيفي، ودراسة (Beneke، 2014) التي أثبتت نمو التفاعل الاجتماعي من خلال العمل الجماعي. •مرونة الأنشطة التي طبقت وفق استراتيجية المشروع حيث منح للأطفال أثناء تنفيذها الحرية الكاملة في اختبار الخامات والقيام بتنفيذ اعمالهم بأنفسهم مما حفز وشجع الأطفال على آداء هذه الأنشطة بحماس، وهو مايحقق الهدف من تطبيق هذه الإستراتيجية.

بيانات إضافية

غير محدد


القيم المتناغمة مع رؤية 2030

التسامح |

التراحم |

تقييمك للمحتوى


تواصل معنا